• 12/11/1445 | 20/05/2024

فضل شهر رمضان


إعداد أبو راشد تيتون الراسبي

بسم الله لرحمن الرحيم

(فضل شهر رمضان)

 

إن الحمد لله نحمده ونستعين ونستغفره، من يهدهِ الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

أما بعد:

فعن أبي هريرة t قال: ) كان رسول الله r يبشر أصحابه، يقول: أتاكُمْ رَمَضَانُ؛ شَهْرٌ مَبَارَكٌ، فَرَضَ الله- عز وجل- عليكم صيامه؛ تُفْتَحُ فيهِ أبوابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ أبْوابُ الجحيم، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشِّيَاطِينِ؛ للِّهِ فيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَها فَقدْ حُرِمَ( رواه أحمد والنسائي. (صحيح النسائي) (2106).

2-وعن عبادة مرفوعاً ) أتاكم رمضان، شهر بركة يغشاكم الله فيه. فينزل الرحمة، ويحط الخطايا. ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته. فأروا الله من أنفسكم خيراً. فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله( رواه الطبراني ورواته ثقاة.

3-وعن أبي هريرة t عن رسول الله r قال: ) أعطيت أمتي في شهر رمضان خمس خصال، لم تعطها أمة قبلهم خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله U كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى، ويصيروا إليك. وتصفد فيه مردة الجن، فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه غيره. ويغفر لهم في آخر ليلة. قيل: يا رسول الله، أهي ليلة القدر؟ قالك لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله( رواه أحمد.

4-وفي الصحيحين عن أبي هريرة t عن النبي r قال:  ) كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله تعالى: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزى به ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان.. فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك(

 

وأعلم أن لا يتم التقرب إلى الله تعالى بترك هذه الشهوات المباحة في غير حالة الصيام إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرم الله عليه في كل حال: من الكذب، والظلم والعدوان على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم.

ولهذا قال r: ) من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه( رواه البخاري.

والمراد من هذا: أن التقرب إلى الله بترك المباحات لا يكمل إلى بعد التقرب بترك المحرمات.

بمعنى: العمل بالمأمور وترك المحظور.

فمن ارتكب المحرمات ثم تقرب إلى الله بترك المباحات: كان بمثابة من يترك الفرائض ويتقرب بالنوافل.

واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان: جهاد لنفسه بالنهار، على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجاهدين ووفىَّ بحقوقهما، وصبر عليهما وفىَّ أجره بغير حساب.

شهر رمضان تكثر فيه أسباب المغفرة والغفران.

فمن أسباب المغفرة: صيامه وقيامه، وقيام ليلة القدر. ومنها تفطير الصائمين، والذكر. والمسارعة في أعمال الخير بكل أنواعها وعلى حسب الاستطاعة.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا صيام شهر رمضان وقيامه وفعل الخير، فيما يحبه ربنا ويرضاه.

وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

والحمد لله رب العالمين.

 

اختر لون تصميم الموقع